ميكانيكي إصلاح دببات
أكيد لازم يكون شخص قوي وكبير.
>> أوكيه >> لازم يكون...
أكيد لابس حاجة زي أوفرول.
يعني لبسه يكون لبس يشتغل بيه.
دايماً هيكون معاه معدات للتصليح.
ممكن برضو ما يكونش هيئته مرتبة،
لأن هو الشغل ده بيحتاج إن هو يكون في نوع من إنه...
في...
بيكون في يعني وساخة كتير وشغل جامد.
فأكيد مش هيكون مرتب قد كده.
ميكانيكي إصلاح دببات حاسس أنه خريج تكساس إيه أند إم بس سوا كونفرت.
ربا له شي شنب [غير معروف] محترم.
ومتن كم من كيلو وهذا اللي بمخي
زين؟ سوى دبابة وخير وباعها؟
>> شوفتي شي مرة بائع فحم أو ميكانيكي يصلح
دبابات، هيك بالواقع؟ >> هو ميكانيكي يصلح دبابات لأ، بس بائع فحم...
مش بائع فحم، يعني شفت بائعين اللي هم بائعين متجولين كتير.
بس أعتقد يعني صورة بائع الفحم ممكن تكون شبيهة بصورة بائع مثلاً...
حد مثلاً بيبيع...
مش عارفة!
حاجة بتتشال >> بالشارع بالشارع أو في العربية.
فهو ده اللي أنا تخيلته يعني مثلاً الناس اللي بتبيع خضار مثلاً ماشيين بيبيعوا خضار.
طيب على شو اعتمدتي بوصف ها دول الناس؟ >> بالنسبة للميكانيكي
اللي بيصلح دبابات تقريباً من الخيال كله >> من الخيال >> تخيلت
ميكانيكي إصلاح السيارات العادي بس تخيلت >> أكبر بشوي
>> إنه يقدر يشتغل على الدبابات
كيف تمكن المستجوبون من تقديم وصفٍ تقريبيٍ لشخصٍ لم يروه
يوماً؟ هل يمكن الوثوق بوصفهم ؟ ألا توجد
هنالك مسلمات يمكن استنتاجها؟ من الواضح أننا لا
نقتصر في فهمنا للواقع على ما نعاينه بأنفسنا.
ولذلك فعند عدم توفرنا على المخططات الذهنية المناسبة،
فإننا نقوم باستحداث مخططات بناءً على مخططاتٍ أخرى موجودة مسبقاً.
أي أننا نقوم بتوليد مخططاتٍ جديدة.
من أجل وصف بائع الفحم المتجول مثلاً،
بالإمكان الرجوع لمخططاتٍ منها خصائص مادة الفحم
وثمنها وأوصاف الباعة المتجولون عموماً كما
نعرفهم وظروفهم الاجتماعية إلى غير ذلك.
وكنتيجةٍ للتفاعل بين هذه المخططات وغيرها يمكننا توليد مخطط جديد.
ويتسم هذا المسار بالكثير من التركيب والتعقيد.
حيث يمكن أن نقوم أيضاً بتوليد مخططاتٍ
بناءً على مخططات أخرى مُوَلَّدة، ولدناها بأنفسنا مسبقاً
من غير تجربةٍ مباشرةٍ بالضرورة.
بإمكاننا كما سلف توسيع فهمنا للعالم وتشكيل
معارف جديدة انطلاقاً من توليدنا لمخططات ذهنية جديدة.
وبذلك نوسع مداركنا ومعارفنا ونقلّص
الفجوة بيننا وبين ما نصبو لفهمه وتعلُمِهِ وإدراكه.
ولكن وفي الآن نفسه، يمكن لهذه العملية التوليدية
المستمرة إرساء مفاهيم خاطئة لا نتعرّض لها مرةً واحدةً
فقط، بل نبني عليها لتصبح منتشرةً ضمن نسيج معرفتنا ونظرتنا للعالم.
وكمثالٍ على ذلك، يمكن لبعض القوالب النمطية السيئة
الجاهزة أن تتغلغل لتصير جزءاً لا يتجزأ من نظرتنا للعالم.
لا يعرف معظم العنصريين الكثير عن الفئات الإثنيّة
أو الدينية التي يكنّون لها الكثير من الكراهية أو يشعرون منها بالخوف.
ولكنّ قبول أفكارٍ نمطيةٍ عنها، سواءٌ عبر الإعلام أو التربية، رسّخ
هذه الأفكار ونمّاها وغذّاها لتصير نظاماً معرفيّاً متكاملاً.
بإمكانِ هذه الأفكار أن تؤثّر أيضاً في تشكيل ردّات
الفعل الحسية، التي لا يحكُمها منطق.
فعندما يخرج شرطيٌّ مسدّسه ويقتل مواطناً أسوداً في أمريكا
مثلاً، لا يكون الأمر دائماً عملاً عنصرياً متعمّداَ ومقصوداً ومخططاً
له. بل يكونُ في أحيانٍ كثيرة ردّة فعلٍ معاديةٍ لا منطقيةٍ
أثارها الفزع الذي تكوّن عبر تراكماتٍ من الأفكار النمطية عبر السنين.
ولذلك لا يمكن بالسهولة التي يتخيلها البعض معالجة مشاكل من
قبيل العنصرية ومعاداة المسلمين، ومواجهة الأفكار الاستشراقية.
المخططات الذهنية –استنتاجات إعلامية
من الصعب حصر الاستنتاجات في هذا الموضوع لأنها كثيرة.
وسنُلخِّصُها في محورين أساسيين: أولاً:
الإعلامي في مواجهة المخططات الذهنية للمتلقي.
يتعامل الإعلامي مع جمهورٍ يبني إدراكه للعالم على مخططاتٍ معرفيةٍ مسبقة.
ولا يجب أن ننسى أن الإعلامي هو نفسه جزءٌ من
مجتمعه. وبالتالي له مخططاتٌ تحكمه في فهمه للعالم أيضاً.
ولكنّ وظيفته في الإخبار والتحليل وإبداء الرأي تُحتم عليه
تبنّي فكرٍ نقديٍّ يُمَكّنَه من إدراك محاسن المخططات المفيدة
التي تتناسب مع المحتوى الذي يقدمه، فيقوم بتفعيلها واستغلالها،
ومن إدراك خطورة الأفكار المسبقة غير الدقيقة، فيقوم بتحييدها والوقاية منها.
ومن مسؤوليتهِ عبر تقديم السياق للمتلقي،
المساعدة في تشكيل المخططات المُيَسِّرةِ للفهم والإدراك.
وتزيد صعوبات التعامل مع خلفيات المتلقّي في الظروف التي يتوجه
الإعلامي من خلالها لجمهورٍ عريضٍ وواسعٍ ومتنوعٍ عبر وسائل الإعلامٍ الواسعة الانتشار.
ولذلك يصبح من الضروري بذلُ مجهوداتٍ أكبر لبناء قواعد
مفاهيمية مشتركة، وتضمين ذلك بشكلٍ إبداعيٍّ في المحتوى الإعلامي.
ثانياً: الإعلاميُ كمزوّدٍ للمخططات الذهنية.
يعتمد الكثير من الناس في تشكيلهم لفهمهم للعالم على ما يصلهم من المحتوى الإعلامي.
وبذلك يكون لمحترفي الإعلام دورٌ مباشرٌ في تشكيل معرفة المتلقي.
ولأنّ الأفكار والمعارف التي يبثّها الإعلامي كفيلةٌ
بالتأثير البعيد المدى على المتلقّي، وجب عليه أخذ الحيطة
والرجوع لأخلاقيات مهنته في تشكيلهِ للوعي العام.
لا يخفى أن العديد من مشاكل العنصرية وكراهية الآخر تبدأُ
من منابرِ الإعلام. ولا يقتصر هذا التأثير السلبي على ما يُقال
بل يتخطاه لمجال المسكوت عنه أيضاً.
فحين تتسابق صفحات الأخبار في الغرب مثلاً على بثّ قصصٍ متتاليةٍ
عمّا يُسمى بالإرهابِ والتطرّف الإسلامي، يكاد لا يتناول
أحدٌ قصصاً يشترك الإنسان المسلم مع غيره من خلالها في الإنسانية.
وتندر القصص التي تتناول مبادئ الإسلام وتعاليمه الحقيقية.
ويندر بشكلٍ كبيرٍ الحديث عن العرب المسيحيين مثلاً، وعن
أدوارهم المتميّزة في بلدانهم العربية.
وعادةً ما تتعدى هذه الأفكار مجال الفردية لتشمل الفكر الجمعيّ المجتمعيّ أيضاً.
فعندما يتبنّى مجتمعٌ بأسره حزمةً من الأفكار المسبقة، يقوم
باختيار ممثّليه وساسته الذين ينسجمون مع أفكاره.
وبذلك تنطلق عملية إنتاج المتعصبين من الساسة،
وتهميش المستنيرين من خلال الآليات الديموقراطية نفسها.
يُعبرُ سام كين في مجموعة قصائده "وجوه العدوّ"
عن صناعة العدوّ بقوله: "في البداية نصنع العدوّ.
تأتي الصورة قبل السلاح..
نقتل الآخر بفكرنا قبل أن نتّخذ الساطور أو الصاروخ البالستيّ لإتمام القتل.
تسبق الحرب الدعائية، التقنية" ويقول
جوزيف جوبلز وزير الدعاية النازي في عهد هتلر، بأنّ
أفضل تقنيات حرب الدعاية هو الاقتصار على نقاطٍ
محددةٍ بعينها، ثم تكريرها مراراً وتكراراً.
ولذلك فإن البثّ المتكرّر للأفكار النمطية، والقصور عن
تغطية الظواهر بشمولياتها يفرزُ نتائج مجتمعية
بعيدة الأمد، غير محمودة العواقب.